وتزوّجْتُ في الشَّبيبةِ غُولاً ... بغزال وصَدْقَتي زقُّ خَمْرِ
فالغُول اسمُ لكلِّ شيءٍ من الجن يعرضُ للسُّفّار، ويتلوّنُ في ضُروب الصُّور والثِّياب، ذكراً كان أو أنثى، إلاّ أنّ أكثر كلامهم على أنّه أنثى.
وقد قال أبو المطْراب عُبيدُ بن أيُّوبَ العنبريّ:
وحالَفْتَ الوحوشَ وحالَفْتني ... بقرب عُهودهنّ وبالبعادِ
وأمْسَى الذِّئبُ يرصُدُني مِخشّاً ... لخفّةِ ضربتي ولضعف آدي
وغُولاَ قفرةٍ ذكرٌ وأنثى ... كأنّ عَلَيْهمَا قِطعَ البجادِ
فجعل في الغِيلان الذَّكرَ والأُنثى، وقد قال الشَّاعر في تلوُّنها:
فما تدوم على حالٍ تكون بها ... كما تَلَوَّنُ في أثوابِها الغُولُ
فالغول ما كان كذلك، والسِّعلاة اسم الواحدة من نساء الجن إذا لم تتغوَّل لتفتِنَ السُّفّار.
قالو: وإنما هذا منها على العَبث، أو لعلّها أن تفزّع إنساناً جميلاً فتغيِّرَ عقله، فتداخِلَه عند ذلك، لأنّهم لم يُسلَّطوا على الصَّحيح العقل، ولو كان ذلك إليهم لبدؤوا بعليّ بن أبي طالب، وحمزَة بن عبد المطلب وبأبي بكر وعُمر في زَمانهم وبغيلان والحسن في دهرهما وبواصل وعمرو في أيامهما.
وقد فرَق بين الغُول والسِّعلاة عُبيدُ بن أيُّوبَ، حيث يقول:
وساخرة منِّي ولو أنّ عَينَها ... رأتْ ما أُلاقيهِ من الهوْلِ جُنّتِ
أزلُّ وسِعلاةٌ وغولٌ بقَفْرةٍ ... إذا اللّيل وارَى الجنَّ فيه أرنّتِ
وهم إذا رأوا المرأة حديدة الطّرف والذِّهن، سريعة الحركة، ممشوقة مُمَحَّصة قالوا: سعلاة وقال الأعشى:
ورجال قَتْلى بجنْبَيْ أريكٍ ... ونساءٍ كأنهنَّ السَّعالي