من أهم أوضاع اليُوجا: تمرين التأملMeditation :
** ويسمى باللغة السنسكريتيَّة Virasana وتعني جلسة البطل، وهي التي تشبه جلسة التشهد في الصلاة، كما تسمى: جلسة التأمل padamasana أو Badha Konasana، وتستمر من 5 – 10 دقائق، وتزيد في اليوجا الملكية Raja Yoga فتصل إلى 30 دقيقة أو أكثر.
** وتتم جلسة التأمل في صمت أساسي لكي يصل اليُوجي إلى ما يُسمى بالوعي الصافي، وهي تعتمد على انتصاب الظهر وعلى التنفس الصحيح الذي يكون من البطن، ويتم بهدوء شديد ورَويَّة وعمق، كما يتنفس النائم أثناء نومه.
** وهذا التمرين هو الأساس الذي يبدأ به اليُوجي تمرينات أو أوضاع أو حركات Asanas يُوجا الهاثا Yoga Hatha، وجميع الذين يندرجون في سلك اليُوجا يجب عليهم أن يزاولوا التأمل في بدايتهم اليُوجية بنجاح قبل مزاولة أية تمرينات أخرى.
** وأثبتت الأبحاث السريريَّة أن التأمل له تأثيرات إيجابية على صحة وحالة الفرد العامّة، والعديد من الأطباء في الغرب يُوصون به الآن كطريقة لمُساعدة مرضاهم على تعلُّم كيفية خَفْض ضغط دمهم بطريقة طبيعية، وكان أدجار كايس يوصي مرضاه بتمرين التأمل في أواخر العشرينات والثلاثينات، قبل فترة طويلة من انتشاره كعلاج مفيد للمرضى في الستينات حيث تأكد أن تمرين التأمل له منافع عقلية وروحية بالإضافة إلى تحسين الحالة الطبيعية للجسم.
** وتمرين التأمل يساعد على تحرير المخ من الأفكار الخفيَّة، ويحتفظ به في حالة نشاط سعيد ومتجدد، مما يكون له تأثيره الإيجابي كدواء لمعالجة الأمراض العقليّة، والتوتر, والاكتئاب، والأرق، كما أنه يعمل كمهدّئ لما يلاقيه الإنسان من قلاقل الحياة والعوارض التي تثير الأعصاب، والأعراض المرتبطة بالضغوط النفسية بأنواعها كافة، ويفيد في حالات مرضى القلب وضغط الدم.
** ويحافظ تمرين التأمل على العمود الفقريّ من التقوس والتحدب، مما يحتفظ بحُرية وسلامة الحبل الشوكي الذي يمر بداخله، ولا يخفى أن لذلك تأثيرًا على تقوية الإشارات العصبية والأقواس الكهربائيَّة التي تصل إلى المخ وترتد منه في زمن يتراوح مقداره من 2 – 4 جزء من الألف من الثانية، فتصل إلى مراكزها دون تعطل أو عوائق في مسارات الطاقة، كما يعمل تمرين التأمل كبلسم للسيقان المُتعبة في نهاية اليَوم، فيشدُّ الفخذين، والركبتين، والكاحلين وجميع مفاصل القدمين.
** ويعمل تمرين التأمل أيضًا على تحسين كفاءة الجهاز الهضمي وتخفيف: الغازات، ورم الساقين أثناء فترة الحمل، أعراض سن اليأس، ضغط الدم العالي، الربو، كما يزيل أو يخفف من التهابات القصبة الهوائية وآلام الظهر ومشكلات الهضم والتنفس، ويخفض مستوى السكر في الدم لدى مريض السكر غير المعتمد على الأنسولين.
** ويفيد في تقويَّة عضلات الحوض، ويعيد توجيه الطاقة الجنسية إلى مراكزها في الدماغ، ويعمل على تمكين الإنسان من التعامل مع حالات الرعب المفاجئ وهي مرتبطة بالتنفس السريع والبطيء.
** والتأمل الذي وضعه الحكيم باتانجالي Patanjali في اليُوجا الملكيةRaja Yoga يتدرج في سلم من ثماني درجات، يبدأ بالتأمل العادي الذي يستهدف التحول من الواقع المحيط بالإنسان إلى الطبقات والأفكار والمشاعر في المستويات الأعمق للمخ والقلب، والتخلص من جميع الأفكار الرزيلة ليسمو إلى الأفكار الطيبة والمشاعر النبيلة فيتخذها منهجا له، وتتدرج حيث تصل إلى عدم إدراك الضوضاء الكونية المحيطة بحياته والانتباه إلى فعل النفس والجسم وأعضائه الداخلية من قلب ومعدة وأمعاء وخلايا، ورسم مشاعر وأفكار غير موجودة يفرضها على المخ ليتصورها حقيقة، مثلاً يكون جائعًا أو عطشانا فيتصور أنه أكل من أشهى الأطعمة أو شرب حتى ارتوى فيذهب عنه عامل الجوع أو الظمأ، ويقاس على ذلك أمور أخرى خطيرة كأن يمشي على النار أو ينام عريانا على المسامير فلا تؤثر فيه