في ذِكر طَرَفَي النهار .. وهما ما بيْن الصبح وطلوع الشمس ، وما بيْن العصر والغروب ."
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله .. الحمد لله الذي جعل النهار مبصرا .. وجعل الليل سكناً لنا ، وأشهد أن لا إلاه إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
قال الله سبحانه وتعالى ( ياأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا ) الأحزاب 41 - 42 . والأصيل ، قال الجوهري : هو الوقت بعد العصر إلى المغرب ، وجمعه : أُصُلٌ وآصال وأصائل ، كأنه جمع أصيلة . وقال تعالى ( وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار ) غافر : 55 . والإبكار : أول النهار، والعشي : آخره .
وفي " صحيح مسلم " عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليْه وسلم قال : ( من قال حين يصبح وحين يُمْسي : سبحان الله وبحمده مائة مرة ، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به ، إلا أحد قال مثل ما قال ، أو زاد عليْه ) رواه مسلم ، والبخاري ، وأبو داود ، والترمذي ، وأحمد .
وفي " صحيحه " أيضا عن ابن مسعود قال : كان نبي الله صلى الله عليْه وسلم إذا أمسى قال : ( أمسيْنا وأمسى الملك لله ، والحمد لله ، لا إلاه إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليْلة ، وخير ما بعدها ، وأعوذ بك من شر هذه الليْلة ، وشر ما بعدها ، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكِبر ، رب أعوذ بك من عذاب في النار ، وعذاب في القبر ، وإذا أصبح قال ذلك أيضا : أصبحْنا وأصبح الملك لله ) رواه مسلم ، وأبو داود ، والترمذي .
وفي " السُنن " عن عبد الله بن خبيب قال : قال رسول الله عليْه وسلم : " قُلْ " قلتُ يارسول الله ، ما أقول ؟ قال " قُلْ : "قل هو الله أحد ، والمعوذتيْن ، حين تُمسي وحين تُصْبِح ثلاث مرات تَكْفيك من كل شيء " . رواه أبو داود ، والنسائي ، والترمذي وقال حديث حسن صحيح .
وفي " صحيح البخاري " عن شداد بن أوْس ، عن النبي صلى الله عليْه وسلم قال : ( سيد الإستغفار : اللهم أنت ربي ، لا إلاه إلا أنت ، خلقْتَني وأنا عبدُك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعْتُ ، أعوذ بك من شر ما صنعْتُ ، أبوء لك بنعمتك علي ، وأبوء بذنبي ، فاغْفِرْ لي ، فإنه لا يغْفِرُ الذنوب إلا أنت ، من قالها حين يُمسي ، فمات من ليْلته دخل الجنة ، ومن قالها حين يُصْبح ، فمات من يومه دخل الجنة ) رواه البخاري ، والترمذي ، والنسائي ، وأحمد في " المسند " .
وفي " الترمذي " عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليْه وسلم : ( ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليْلة : بسم الله الذي لا يَضر مع اسمه شيْء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم - ثلاث مرات - فيضره شيْء ) رواه أبو داود ، وابن حبان ، والحاكم ، وصححه ووافقه الذهبي ، والترمذي وقال حديث حسن صحيح .
وفيه أيضا عن ثوبان وغيره ، أن رسول الله صلى الله عليْه وسلم قال : ( من قال حين يُمْسي وإذا أصبح : رضيتُ بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليْه وسلم نبيا ، كان حقا على الله أن يُرضِيَهُ ) رواه الترمذي ، وأبو داود ، وابن ماجة ، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " ، وابن السني ، وأحمد ، والحاكم ، من طريق شعبة عن أبي عقيل هاشم بن بلال عن سابق بن ناجية عن أبي سلام عن رجل خدم النبي صلى الله عليْه وسلم .
وفي " سنن أبي داود " عن عبد الله بن غنام ، أن رسول الله صلى الله عليْه وسلم قال : ( من قال حين يُصْبِح : اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خَلْقِك ، فمنك وحدك ، لا شريك لك ، لك الحمد ولك الشكْر ، فقد أدى شكْر يومه ، ومن قال مثل ذلك حين يُمْسي ، فقد أدى شكْر ليْلته ) رواه أبو داود ، وابن حبان .
وعن طَلْق بن حبيب قال : جاء رجلٌ إلى أبي الدرداء فقال : يا أبا الدرداء ، قد احترق بيْتُك ، فقال : ما احترق ، لم يكن اللهُ ليفعل ذلك ، لكلمات سمعتُهن من رسول الله صلى الله عليْه وسلم ، من قالها أول النهار لم تُصِبْه مصيبةٌ حتى يُمسي ، ومن قالها آخِر النهار لم تُصِبْه مصيبةٌ حتى يُصْبِح : ( اللهم أنت ربي لا إلاه إلا أنت ، عليْك توكلتُ ، وأنتَ رب العرش العظيم ، ما شاء الله كان ، وما لم يَشَأْ لم يكُنْ ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، أعْلَمُ أن الله على كل شيْء قدير ، وأن الله قد أحاط بكل شيْء علما ، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ، ومن شر كل دابة ربي آخِذٌ بناصِيَتِها ، إن ربي على صراط مستقيم ) رواه ابن السني في " عمل اليوم والليْلة ".
اذكروا الله يذكركم ، واشكروا له ولا تكفرون ، نفعني الله وإياكم بالذكر الحكيم ، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المؤمنين والمسلمين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .