قال أبو بكر بن عبيد حدثنا أبو عبد الله محمد بن موسى حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير حدثنا سالم ابن عبد الله عن أبيه قال لما ركب نوح السفينة رأى فيها شيخا لم يعرفه قال له نوح ما أدخلك قال دخلت لأصيب قلوب أصحابك فتكون قلوبهم معي وأبدانهم معك قال نوح اخرج يا عدو الله فقال خمس أهلك بهن الناس وسأحدثك منهن بثلاث ولا أحدثك باثنتين فأوحى إلى نوح لا حاجة بك إلى الثلاث مره يحدثك بالثنتين فإن بهما أهلك الناس وقال هما الحسد وبالحسد لعنت وجعلت شيطانا رجيما والحرص أباح لآدم الجنة كلها فأصبت حاجتي منه بالحرص قال ولقي إبليس موسى فقال يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وكلمك تكليما وأنا من خلق الله أذنيت فأنا أريد أن أتوب فاشفع لي عند ربك عز وجل أن يتوب على فدعا موسى ربه فقيل يا موسى قد قضيت حاجتك فلقي موسى إبليس فقال قد أمرت أن تسجد لقبر آدم ويتاب عليك فاستكبر وغضب وقال لم أسجد له حيا أأسجد له ميتا ثم قال إبليس يا موسى إن لك حقا بما شفعت لي ربك فاذكرني عند ثلاث ولأهلك إلا فيهن اذكرني حين تغضب فإن وحيي في قلبك وعيني في عينيك وأجرى منك مجرى الدم اذكرني حين تلقى الزحف فإني أتي ابن آدم حين يلقى الزحف فأذكره ولده وزوجته وأهله حتى يولي وإياك أن تجالس امرأة ليست بذات محرم فإنى رسولها إليك ورسولك إليها وقال ابن عبيد حدثني اسحاق بن اسماعيل حدثنا جرير عن الاعمش عن زياد بن الحصين عن أبي العالية قال لما رست السفينة سفينة نوح إذا هو بإبليس على كوثل السفينة فقال له نوح ويلك قد غرق اهل الأرض من أجلك قد أهلكتهم قال له إبليس فما أصنع قال له تتوب قال فسل ربك عز وجل هل لي من توبة فدعا نوح ربه فأوحى الله إليه أن توبته أن يسجد لقبر آدم فقال له نوح قد جعلت لك توبة قال وما هي قال أن تسجد لقبر آدم قال تركته حيا وأسجد له ميتا.
وحدثنا القاسم بن هاشم حدثنا أحمد بن يونس البزاز الحمصي حدثنا عبد الله بن وهب عن الليث قال بلغني لأن إبليس لقي نوحا عليه السلام فقال له إبليس يا نوح اتقي الحسد والشح فإني حسدت فخرجت من الجنة وشح آدم على شجرة واحدة منعها حتى خرج من الجنة وذكر بعضهم ويروى عن ابن عباس أن أول ما دخل السفينة من الطيور الدرة وآخر ما دخل من الحيوانات الحمار ودخل إبليس متعلقا بذنب الحمار والله تعالى أعلم