الباب الثامن والعشرون بعد المائة في تعرضه لموسى عليه السلام
قال عبد الله بن محمد حدثنا محمد بن عبد الاعلى الشيباني حدثنا فرج بن فضالة عن عبد الرحمن بن زياد بن انعم قال بينما موسى جالس في بعض مجالسه إذ أقبل إبليس وعليه برنس له يتلون فيه ألوانا فلما دنا منه خلع البرنس فوضعه ثم أتاه فقال له السلام عليك يا موسى قال له موسى من أنت قال إبليس قال فلا حياك الله ما جاء بك قال جئت لأسلم عليك لمنزلتك من الله ومكانتك منه قال ماذا الذي رأيت عليك قال به اختطف قلوب بني آدم قال فماذا إذا صنعه الإنسان استحوذت عليه قال إذا أعجبته نفسه واستكبر عمله ونسي ذنوبه وأحذرك ثلاثا لا تخل بامرأة لا تحل لك فإنه ما خلا رجل بامرأة لا تحل له إلا كنت صاحبه دون أصحابي حتى أفتنه بها ولا تعاهد الله عهداإلا وفيت به فإنه ما عاهد الله احد عهدا إلا وكنت صاحبه حتى أحول بينه وبين الوفاء به ولا تخرجن صدقة إلا أمضيتها فإنه ما أخرج رجل صدقة فلم يمضها إلا كنت دون أصحابي حتى أحول بينه وبين الوفاء بها ثم ولى وهو يقول يا ويله ثلاثا علم موسى ما يحذر به بني ادم
حدثني القاسم بن هاشم عن إبراهيم بن الأشعث عن فضيل بن عياض قال حدثني بعض أشياخنا أن إبليس جاء إلى موسى وهو يناجي ربه عز وجل فقال له الملك ويلك ما ترجو منه وهو على ذلك الحال يناجي ربه قال أرجو منه ما رجوت من أبيه آدم وهو في الجنة وقد قدمنا في تعرض الشيطان لنوح عليه السلام قصة لإبليس مع موسى عليه السلام وأنه سأله الدعاء له بالتوبة وأن موسى دعا ربه فقيل يا موسى قد قضيت حاجتك وإن إبليس حذر موسى ثلاثا كما حذره هنا ثلاثا