الباب الثالث بعد المائة حضور الشيطان المولود حين يولد
في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما من بني آدم من مولود إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسه إياه الا مريم وابنها وفي رواية عند مسلم إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسة الشيطان وفيها قال أبو هريرة اقرأوا إن شئتم “ وإني أعيذها بك وذريتها “ الآية وفي لفظ عند البخاري كل بني آدم يطعن الشيطان في عينيه بأصبعه حين يولد إلا عيسى بن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب وعن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صياح المولود حيث يقع نزغة من الشيطان أخرجه أبو حاتم قال السهيلي ولأن عيسى عليه السلام لم يخلق من مني الرجال فأعيذ من مغمزه وإنما خلق من نفخة روح القدس قال ولا يدل هذا على فضل عيسى عليه السلام على محمد - صلى الله عليه وسلم - لأن محمدا - صلى الله عليه وسلم - قد نزع منه ذلك المغمز وملئ قلبه حكمة وإيمانا بعد أن غسله روح القدس بالثلج والبرد وإنما كان ذلك المغمز فيه لموضع الشهوة المحركة للمني والشهوات يحضرها الشيطان لا سيما شهوة من ليس بمؤمن فكان ذلك المغمز فيه راجعا إلى الأب لا إلى الابن المطهر - صلى الله عليه وسلم - ولهذا قال شق صدره فأخرج منه مغمز الشيطان وعلق الدم فنبين أن الذي التمس فيه هو الذي يغمزه الشيطان من كل مولود والله أعلم