الباب الثالث عشر بعد المائة في بيان طلوع قرن الشيطان من نجد
روى البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عبد الله بن عمر سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وهو على المنبر ألا إن الفتنة هنا يشير إلى المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان وفي رواية قال وهو مستقبل المشرق إن الفتنة ههنا ثلاثا وذكر نحوه وفي أخرى أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستقبل المشرق يقول ألا الفتنة ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان وزاد البخاري في رواية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا يا رسول الله وفي نجدنا فأظنه قال في الثالثة هنالك الزلازل والفتن ومنها يطلع قرن الشيطان.
فصل ذكر أهل السير أن قريشا لما بنت الكعبة اختلفت فيمن يضع الركن وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الذي وضعه بيده وأن إبليس تمثل في صورة شيخ نجدي حين حكموا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أمر الركن فصاح إبليس بأعلى صوته يا معشر قريش أقد رضيتم أن يضع هذا الركن وهو شرفكم غلام يتيم دون ذوى أسنتكم فكاد يثير شرا فيما بينهم ثم سكنوا ذلك وكذلك لما اجتمعت قريش للتشاور في أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - تمثل لهم إبليس أيضا في صورة شيخ جليل وانتسب إلى نجد فأما في الكعبة فتمثل نجديا لأن نجدا يطلع منها قرن الشيطان كما تقدم وأما في وقت التشاور فذكر بعض أهل السير أن قريشا لما اجتمعت قالت لا يدخلن معكم في المشاورة أحد من تهامة لأن هواهم مع محمد - صلى الله عليه وسلم - فانضم انتسابه إلى نجد لينتفي من تهامة إلى كون قرنه يطلع من نجد فتناسب المعنيان وقد ورد في حديث ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال هذا الكلام وقف عند باب عائشة رضي الله عنها ونظر إلى المشرق يحذر من الفتنة قال السهيلي وفي وقوفه عند باب عائشة رضي الله عنها ناظرا إلى المشرق يحذر من الفتنة عبرة وفكر في خروجها إلى المشرق عند وقوع الفتنة تفهم الإشارة إن شاء الله تعالى واضمم إلى هذا قوله - صلى الله عليه وسلم - حين ذكر نزول الفتن أيقظوا صواحب الحجر والله أعلم