هل الجن و الشياطين موجودة آم لا ؟
لا يستطيع أي أنسان عنده جزء من التفكير إلا أن يؤمن ويصدق بوجود الجان و الشياطين لئن أي واحد منا ألا ما يكون قد حصل له حادث أو أكثر مع الجان لكن عقول بعض الناس لا تتحمل المجهول لأنهم جبناء يخافون من المجهول لذلك ينفون وجود الجان مع أنهم في أنفسهم يخافون من الجان لذلك يقولون لا يوجد جن وهو نوع من إيماء حتى ينفون عن أنفسهم ضعيفة الخوف الباطن الذي يسكن قلوبهم المريضة الذي أبتعد عن الله ويقولون عن أنفسهم أنهم أهل العلم وأهل أدله وما هم إلا مرضى يعانون من خوف من المجهول وهم يعتمدون على أدلة كثيرة من أناس مثلهم وأنا أعتمد على دليلي من كتاب الله وأحاديث رسول الله (ص)
فقد ورد في القرآن الكريم لفظ الجن اثنان وعشرون مرة ولفظ الجان سبع مرات أما لفظ الشيطان فقد كان أكثر الألفاظ ورودا في القرآن الكريم لما قيل ان الشيطان من الجن
قال الله تعالى في سورة الذاريات آية 56 ( وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون )
إلا لأمرهم بعبادتي , وليس لاحتياجي إليهم سورة الحجر : آية (27 )( والجان خلقناه من قبل ) قبل خلق أدم عليه السلام (من نار السموم)الشديدة الحر , التي تنفذ في مسام الأبدان
عن أبي مسعود رضي الله عنه أن رسول الله (ص) قال : ( ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه
من الجن ) قالوا : وإياك يا رسول الله . قال ( وإياي إلا ان الله أعانني عليه فأسلم ، فلا يأمرني إلا بالخير)
عن ابن مسعود رضي الله عنه ـ قال : كنا مع النبي (ص) ذات ليلة ففقداناه , فالتمسناه في الأودية والشعاب ,
فقلنا : استطير أو اغتيل , فبتنا يشر الليلة بات بها قوم , فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء , فقلنا : يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر الليلة بات بها قوم , فقال : ( أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن )
قال : فأنطلق بنا فأرانا أثار نيرانهم عن السيدة عائشة – رضي الله تعالى عنها-قالت: قال رسول الله (ص) (خلقت الملائكة من نور,وخلق الجان من مارج من نار, وخلق آدم مما وصف لكم )وعن جابر بن عبد الله قال:خرج رسول الله (ص)على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها الى أخرها ، فسكتوا فقال: ( مالي أراكم سكوتا فقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا أحسن مردودا منكم ، كنت كلما أتيت على قوله تعالى : فبأي ألآء ربكما تكذبان قالوا: ولا بشيء من نعمه ربنا نكذب فلك الحمد )
الأدلة من الإنجيل ( الكتاب المقدس )
1 ـ إنجيل متى ( ولما صار المساء قدموا إليه مجانين كثيرين فأخرج الأرواح بكلمته )
2 ـ إنجيل متى ( وبينما هما خارجان إذا أنسان أخرس مجنون قدموه إليه فلما أخرج الشيطان تكلم الأخرس فتعجب الجموع )
3 ـ إنجيل متى ( ولما جاء الى الجمع تقدم إليه رجل جاثيا له ، وقائلا : يا سيد ارحم ابني فإنه يصرع ويتألم شديدا ويقع كثيرا في الماء ، وأحضرته الى تلاميذك فلم يقدروا أن يشفوه فأجاب يسوع وقال : أيها الجيل غير المؤمن الملتوب الى متى أكون معكم والى متى اصلحكم ، قدموه الى هنا فأنتهزه يسوع عليه السلام فخرج منه الشيطان فشفى الغلام من تلك الساعة ، ثم تقدم التلاميذ الى يسوع على انفراد وقالوا : لماذا لم نقدر نحن أن نخرجه فقال
له يسوع عليه السلام : لعدم إيمانكم ، فالحق أقول لكم لو كان لكم أيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا الى هناك فينتقل، ولا يكون شئ غير ممكن لديكم أما هذا الجنى فلا يخرج إلا بالصلاة والصوم
4 ـ إنجيل لوقا ( وكان في المجمع رجل به روح شيطان نجس فصرخ بصوت عظيم قائلا: آه ولك يا يسوع الناصري آتيت لتهلكنا ، أنا أعرفك من أنت ، قدوس الله فأنتهزه يسوع قائلا : أخرس واخرج منه ، فصرعه الشيطان في الوسط وخرج منه ولم يضره شيئا ، فوقعت دهشة على الجميع )
5 ـ أتجيل لوقا ( وصاروا الى كوة الحواريين التي في مقابل الجليل ولما خرج الى الأرض أستقبله رجل من المدينة كان فيه شياطين منذ زمن طويل ، و كان لا يلبس ثوبا ، ولا يقيم في بيت بل في القبور ، فلما رأى يسوع صرخ وخر له ، وقال بصوت عظيم : مالي ولك يا يسوع اطلب منك آلا تعذبني لأنه أمر بالروح النجس ان تخرج من الإنسان لأنه منذ زمنيان قديم كان يخطفه وقد ربط بسلاسل وقيود محروسا وكان يقطع الربط ويساق من الشيطان الى البراري ، فسأله يسوع قائلا: ما أسمك ؟ قال : بجنون لأن شياطين كثيرة دخلت فيه ، واطلب إليهم ألا يأمرهم بالذهاب الى الهاوية ، وكان هناك قطيع من الخنازير يرعى في الجبل ، فطلبوا إليه ان يأذن لهم بالدخول فيها فأذن لهم فخرجت الشياطين من الإنسان ، ودخلت في الخنازير ، وخرجوا ليروا ما جرى ، وجاءوا الى يسوع فوجدوا الإنسان الذي كانت فيه الشياطين قد خرجت .
من هنا نرى أن القرآن الكريم وأحاديث النبي (ص) وكتاب المقدس الإنجيل كلهم يؤمنون بوجود الجن والشياطين وأن الأنبياء عليهم السلام قد تعرضوا الى مواجهات من قبل الجن والشياطين والله سبحانه
وتعالى نصرهم عليهم ،
والجان أنواع منهم الشياطين وهم من حزب إبليس وأعوان له في الضلال ومنه الجن العادي وهم على عدة أديان ومذاهب مثل نهم خدام القرآن الكريم وأسماء الله الحسنى وهم أشبه بملائكة ويقال عنهم العلوية متفرغون الى عبادة ومساعدة أولياء الله سبحانه وتعالى بشكل خاص ومساعدة المسلمون بشكل عام
علاقة الجن بالروح
إن الجن أرواح أخف من أرواح البشر لذلك يمكن للجن ان يتدخل على جسد الإنسان ويفعل أشياء كثيرة وهذا هو الصرع قال الله تعالى : ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخطبه الشيطان من المس )سورة البقرة :275 قال أبن كثير : ( أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حاله صرعه و تخبط الشيطان له ، وذلك أن يقوم قياما منكرا ) عن بعلى بن مرة قال : لقد رأيت من رسول الله (ص) ثلاثا ما رآها أحد قبلي ولا يراها أحد بعدي ،
لقد خرجت في سفر حتى إذا كنا ببعض الطريق ، مررنا بامرأة جالسة معها صبى لها ، فقالت : يا رسول الله ، هذا صبى أصابه داء وأصابنا منه بلاء يؤخذ في اليوم لا أدري كم مرة ، قال : أجلبيه إلي فحملته إليه فحمله بينه وبين واسطة الرجل ثم فغرفاه ، ونفث فيه ثلاثا ، قال : بسم الله ، أنا عبد الله ، أخسأ
عدو الله ، ثم ناولها إياه فقال : ألقينا في الرجعة في هذا المكان ، فاخبرينا ما فعل ، قال : فذهبنا ورجعنا
فوجدناها في ذلك المكان معها شاة ثلاث فقال : ما فعل صبيك ؟ فقالت : والذي بعثك بالحق ما حسنامنه شيئا حتى الساعة ، فأجتزر هذه الغنم قال : أنزل فخذ منها واحدة ورد البقية .
حديث أبن مسعود قال : بينما أنا والنبي (ص) في بعض طرقات المدينة إذا برجل قد صرع فدنوت
منه وقرأت في أذنه فأفاق فقال النبي (ص) : ماذا قرأت في أذنه ؟ فقلت : قرأت ( أ فحسبتم إنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ) حتى فرغت من السورة فقال (ص) : والذي نفسي بيده لوان رجلا مؤمنا
قرأها على جبل لزلزل .
قول ابن اقفيم : (أما جهلة الأطباء و سقطهم و سفلتهم ، ومن يعتقد بالذندقة فضيلته فأولئك ينكرون
صرع الأرواح ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع ، وليس معهم إلا جهلهم ،و إلا فليس في الصناعة
ما يدفع ذلك ، والحس والوجود شاهد به وجاءت ذنادقة هؤلاء الأطباء فلم يثبتوا إلا صرع الأخلاط وحده ومن له عقل ومعرفة بهذه الأرواح وتأثيرها يضحك من جهل هؤلاء وضعف عقولهم .
قال أبن تيميه : وجود الجن ثابت بالقرآن و السنة وأتفاق سلف الأمة ،وكذلك دخول الجني في بدن
الأنسان ثابت بأتفاق أئمة أهل السنة والجماعة وهو أمر مشهور فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه ،ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثر عظيما ، والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ، ولا بالكلام الذي يقوله ، وقد يجر المصروع ، وغير المصروع ، ويجر البساط الذي يجلس عليه ، ويحول الآلات ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علما ضروريا بأن الناطق على لسان الأنس، المحرك لهذه الأجسام جنس أخر غير الإنسان .
إمام الظاهرية ابن حزم
وصح ان الشيطان يمس الإنسان الذي يسلطه الله عليه مسا كما جاء في القرآن ، يثير به من طبائعه السوداء ، الأبخرة المتصاعدة الى الدماغ كما يخبر به عن نفسه كل مروع بلا خلاف منهم ،
فيحدث الله عز وجل له الصرع والتخبط حينئذ كما نشاهده .
وقال الإمام أحمد بن حنبل في ( ج 24 من الفتارىص (276ـ277 )
وجود الجن ثابت بكتاب الله ، وسنته ورسوله ، واتفاق سلف الأمة أئمتها ، وكذلك دخول الجني
في بدن الأنسان ثابت باتفاق أئمة آهل السنة والجماعة ، قال الله تعالى وفي الصحيح عن النبي (ص) ( ان الشيطان يجري من أبن أدم مجرى الدم )
وقال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل قلت لابي ان أقواما يقولون : ان الجني لا يدخل بدن المصروع ، فقال : يا بني يكذبون هوذا يتكلم على لسانه وهذا الذي قاله أمر مشهور .
ولقا الإمام ابن القيم في كتابه ( زاد المعاد في خير العباد )
الصرع صرعان : صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية ، وصرع من الأخلاط الرديئة . والثاني هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه وأما صرع الأرواح ، فأئمتهم وعقلائهم يعترفون به ، ولا يدفعونه ويعترفون بأن علاجه بمقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة فتدافع أثارها ، وتعارض أفعالها وتبطلها وقد نص على ذلك بقراط في بعض كتبه . فذكر بعض علاج الصرع وقال : هذا إنما ينفع من الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة وأما الصرع الذي يكون من الأرواح فلا ينفع فيه هذا العلاج وأما جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم ومن يعتقد بالذمدقة فضيلة ، فأولئك : ينكرون صرع الأرواح ، ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع ، وليس معهم إلا الجهل وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك ، والحس والوجود شاهد به وأحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط وهو صادق في بعض أقسامه لا في كلها .
إلى أن قال : وجاءت زنادقة الاطباء فلم يثبتوا إلا صرع الأخلاط وحده ، ومن له عقل ومعرفة بهذه
الأرواح وتأثيراتها يضحك من جهل هؤلاء وضعف عقولهم .
وعلاج هذا النوع يكون بأمرين : أمر من جهة المصروع ، وأمر من جهة المعالج فالذي من جهة المصروع:
يكون بقوة نفسه،وصدق توجهه إلى خاطر هذه الأرواح وبارئها،والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان،فإن هذا النوع محاربة والمحارب لا يتم له الانتصاف من عدوه بالسلاح إلا بأمرين:أن تكون السلاح صحيحاً في نفسه جيداً،وأن يكون الساعد قوياً،فمتى تخلف أحدهم لم يفن السلاح كثير طائل،فكيف إذا عدم الأمرين جميعاً،يكون القلب خراباً من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه، ولاسلاح له.
والثاني من جهة المعالج بأن يكون فيه الأمران أيضاً حتى أن من المعالجين من يكتفي بقوله أخراج منه أو بقول(بسم الله) أو بقول (لا حول ولا قوة إلا بالله)والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : (اخرج عدو الله ،أنا رسول الله)
ومن هذه الآيات وأحاديث الشريفة وأقوال أئمة العارفين نعلم بأن أرواح الجن يمكن أن تدخل إلى أجسام الإنسان و تسيطر عليها من هنا تكون الروح الخفيفة وهي روح الجن مسيطرة على روح الإنسان أم إذا كان الإنسان قد وصل إلى مرحلة التحرر الروحي يعني التجوال الروح وسيطرة على الروح يمكن له أن يبعد الجن بكل سهولة حتى يمكن أن يحكم الجن مثل بعض الصالحين أمثال الشيخ عبد القادر الجيلاني والإمام أبو حامد الغزالي والشيخ محي الدين ابن عربي والإمام أحمد علي البدني ويوجد بعض الصحابة الكرام من كان لهم جولات مع الشياطين وأحاديث كثيرة التي تذكر هذا مثل سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا الإمام علي كرم الله وجهه.
من هنا نعلم أن الروح إنس أقوى بكثير من روح الجن لكن روح إنس محبوسة في هذا الجسد الفاني أم تحرر الروح إنس من الجسد الفاني فأن يكون لها قوى ليس لها مثيل عند الجن ولا عند آية مخلوق ولا حتى الملائكة الكرام ولا تتحرر الروح
آنس إلا بالعبادة الصحيحة التي تكون إلى الله وحده لا شريك له عندها تظهر علامات صفاء الروح في الوحدة ونطق.
بالحكمة وعلوم المعارف التي نطق بها الأنبياء وآل بيت النبوة والصحابة وآئمة العارفين واولياءه الصالحين رضي الله عليهم
أجمعين ونفعنا من علومهم الى يوم الدين .