الباب الثالث والثلاثون بعد المائة في تعرضه للنبي - صلى الله عليه وسلم -
ثبت في صحيح مسلم عن أبي الدرداء قال قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي فسمعناه يقول أعوذ بالله منك ثم قال ألعنك بلعنة الله وبسط يده ثلاثا كأنه يتناول شيئا فلما فرغ من الصلاة قلنا يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك قال إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت أعوذ بالله ثلاث مرات ثم قلت ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ثلاث مرات ثم أردت أن آخذه والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا فلعب به ولدان أهل المدينة وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن الشيطان عرض لي فشد علي ليقطع الصلاة علي فأمكنني الله منه فذعته ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه فذكرت قول سليمان “ وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي “ فرده الله خاسئا وقد روى النسائي على شرط البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي فأتاه الشيطان فأخذه فصرعه فخنقه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى وجدت برد لسانه على يدي ولولا دعوة سليمان لأصبح موثقا حتى يراه الناس ورواه أحمد وأبو داود من حديث ابي سعيد وفيه فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حتى برد لعابه أصبعي هاتين الإبهام والتي تليها قال الحسن بن شادان أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا يحيى ابن جعفر أنبأنا ثابت حدثنا اسحاق بن منصور أنبأنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بي الشيطان فأخذته فخنقته حتى أنى لأجد برد لسانه على يدي فقال أوجعتني أوجعتني فتركته وقال أحمد بن الحسن بن الجعد حدثنا محمد ابن بكار حدثنا خديج حدثنا أبو اسحاق عن أبي عبيدة بن عبد الله عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لقد مر علي الخبيث فأخذته فخنقته خنقا شديدا حتى قال أوجعتني وقال ابن أبي الدنيا حدثنا بشر بن الوليد حدثنا عثمان بن مطر عن ثابت عن أنس قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساجدا بمكة فجاء إبليس فأراد أن يطأ عنقه فلفحه جبريل عليه الصلاة والسلام بجناحه لفحة فما استقرت قدماه حتى بلغ الأردن