الباب الخامس والثلاثون بعد المائة في بيان لقي الشيطان حنظلة بن أبي عامر غسيل الملائكة
قال ابن عبيد حدثني محمد بن الحسين حدثني قدامة بن محمد الخشرمي حدثني محمد بن حفص وكان من خيار أهل المدينة عن صفوان ابن سليم قال يتحدث أهل المدينة أن عبد الله بن حنظلة بن الغسيل لقيه الشيطان وهو خارج من المسجد فقال تعرفني يا ابن حنظلة فقال نعم فقال من أنا قال أنت الشيطان قال فكيف علمت ذاك قال خرجت وأنا أذكر الله فلما بدأت أنظر إليك فشغلني النظر إليك عن ذكر الله فعلمت أنك الشيطان قال صدقت يا ابن حنظلة فاحفظ عني شيئا أعلمكه قال لا حاجة لي به قال تنظر فإن كان خيرا قبلت وإن كان شرا رددت يا ابن حنظلة لا تسأل أحدا غير الله سؤال رغبة وانظر كيف تكون إذا غضبت قلت غسيل الملائكة هو حنظلة بن أبي عامر واسم أبي عامر عمرو وقيل عبد عمرو بن صيفي استشهد يوم احد فروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال رأيت الملائكة تغسله في صحاف الفضة بماء المزن بين السماء والأرض قال ابن اسحاق فسألت امرأته فقالت كان جنبا فسمع الهاتف فخرج وامرأته هي جميلة بنت أبي بن سلول أخت عبد الله وكان ابتنى بها في تلك الليلة وكانت عروسا عنده فرأت في النوم تلك الليلة أن بابا في السماء قد فتح له فدخله ثم أغلق دونه قالت فعلمت أنه ميت من هذه فدعت رجالا حين أصبحت من قومها فأشهدتهم على الدخول بها خشية أن يكون في ذلك نزاع ذكره الواقدي وذكره غيره أنه التمس في القتلى فوجدوه يقطر رأسه ماء وليس بقربه ماء تصديقا لما قاله الرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي هذا دليل لما ذهب أبو حنيفة رضي الله عنه إليه أن الشهيد إذا كان جنبا يغسل
الباب السادس والثلاثون بعد المائة في بيان إغواء الشيطان قارون
قال أبو بكر القرشي حدثنا محمد بن إدريس حدثنا أحمد ابن أبي الحواري قال سمعت أبا سليمان وغيره قال تبدى إبليس لقارون قال وقد كان قارون أقام في جبل أربعين سنة يتعبد فيه قد فاق بني اسرائيل في العبادة قال فبعث إليه بشياطين له فلم يقدروا عليه فتبدى له فجعل يتعبد معه وجعل قارون يفطر وهو لا يفطر وجعل هو يظهر من العبادة ما لا يقوى عليها قارون قال فتواضع له قارون قال له إبليس قد رضيت بهذا يا قارون لا تشهد لبني إسرائيل جنازة ولا جماعة قال فأحذره من الجبل حتى أدخله البيعة قال فجعلوا يحملون إليهما الطعام قال فقال له قد رضينا بهذا صرنا كلا على بني إسرائيل قال فأي شيء الرأي قال نكسب يوما ونتعبد بقية الجمعة قال نعم ثم قال له بعد قد رضينا بد أن لا نتصدق ولا نفعل قال فأي شيء الرأي قال نكسب يوما ونتعبد يوما فلما فعل ذلك حبس عنه وتركه وفتحت على قارون الدنيا نعوذ بالله من الشيطان وشره